کد مطلب:239410 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:193

تشجیع الخلفاء لهذا الاتجاه
و قد شجع الخلفاء هذه النحلة، أو فقل هذا الاتجاه . و استمروا یناصرونه الی زمن هارون ..

و قد حصل مروان ابن أبی حفصة من الخلیفة العباسی «المهدی» علی أعظم جائزة تعطی لشاعر فی تلك الفترة، علی قوله مخاطبا آل علی :



هل تطمسون من السماء نجومها

بأكفكم أو تسترون هلالها



أو تدفعون مقالة عن ربكم

جبریل بلغها النبی فقالها



نزلت من الأنفال آخر آیة

بتراثهم، فأردتم ابطالها



یشیر الی آیة : « أولوا الأرحام ..» .

فزحف المهدی من صدر مصلاه اعجابا، و أعطاه مئة ألف درهم، لكل بیت ألف درهم . و كانت هذه أول مئة ألف تعطی لشاعر فی دولة بنی العباس [1] .

و أعطاه هارون بدوره علی هذه الأبیات، بعد أن أصبح خلیفة مئة ألف أیضا .

كما أن المهدی قد أعطی مروان هذا علی قوله :



أنی یكون و لیس ذاك بكائن

لبنی البنات وراثة الأعمام



أعطاه ثلاثین ألفا من صلب ماله، و كساه جبة، و مطرفا، و فرض علی أهله و موالیه ثلاثین ألفا أیضا [2] .



[ صفحه 80]



و ینسب هذا الشعر لبشار بن برد كذلك ..

و بعد ذلك یقف مروان بن أبی الجنوب ( و یقال : بل مروان بن أبی حفصة، و قد أنشدها المتوكل، علی ما فی الغدیر ج 4 ص 175)، و ینشد الخلیفة قصیدته التی مطلعا :



لكم تراث محمد

و بعدلكم تشفی الظلامة



الی أن یقول :



ما للذین تنحلوا

میراثكم الا الندامة



فیخلع علیه أربع خلع، و ینثر ثلاثة آلاف دینار، یأمره بالتقاطها، و یعطیه عشرة آلاف درهم، .. ثم یعقد له - مع ذلك كله - ولایة علی البحرین و الیمامة [3] .

بل لقد تمادی هارون، و أراد أن یذهب الی أبعد من ذلك، حیث أراد أن ینكر حتی شرعیة خلافة الامام علی علیه السلام، فأحضر « أبامعاویة الضریر » و هو أحد محدثی المرجئة [4] ، و قال له : « هممت أنه من یثبت خلافة علی فعلت به و فعلت .. » . فنهاه أبومعاویة عن ذلك، و استدل له بما أعجبه، فارتدع، و انصرف عما كان عزم علیه [5] .



[ صفحه 81]



بل ان بعض النصوص التاریخیة نفید أن المهدی أیضا كان لا یرید أن یجیز بیعة علی علیه السلام [6] .


[1] تاريخ بغداد ج 13 ص 145 ،144، و مرآة الجنان ج 1 ص 321.

[2] و لكن في العقد الفريد ج 1 ص 312، الطبعة الثالثة، و المحاسن و المساوي ص 219 : أنه أخذ منه ثلاثين، و من أهل بيته سبعين . و لعل هذا هو الأقرب الي الواقع ؛ فقد ذكر في المحاسن و المساوي ص 220 : أن مروان هذا قال في هذه المناسبة :



بسبعين ألفا راشي من حبائه

و ما نالها في الناس من شاعر قبل



بل هذا البيت يدل علي أن السبعين كانت منه، لا من أهل بيته ... .

[3] راجع، الكامل لابن الأثير ج 7 ص 38، و الامام الصادق و المذاهب الأربعة، المجلد الثاني، جزء 3 ص 228.

[4] المرجئة الاولي كانوا لا يتولون عثمان و لا عليا ، و لا يتبرءون منهما.

[5] راجع تفصيل ذلك في تاريخ بغداد ج 5 ص 244 ، و نكت الهميان في نكت العميان ص 247.

[6] فقد ذكر ابن الأثير في الكامل ج 5 ص 72، و الطبري في تاريخه حوادث سنة 169 ه . : أن المهدي عندما رأي في وصية القاسم بن مجاشع التميمي المروزي عبارة : «... و يشهد أن محمدا عبده و رسوله، و أن علي بن أبي طالب وصي رسول الله، و وارث الامامة من بعده ... الخ » ... رماها من يده، و لم ينظر في باقيها ...

كما أنه عندما ذهب لعيادة أبي عون، الذي كان من كبار رجال الدعوة، و الذي أرسله أبومسلم في ثلاثين ألفا في طلب مروان بن محمد، و كان هو الذي أنهي أمره في مصر علي ما في الامامة و السياسة ج 2 ص 120 ،119 ،116 . - عندما ذهب المهدي لعيادته -، و طلب منه أبوعون أن يرضي عن ولده، الذي كان يري رأي الشيعة في الخلافة، أجاب : أنه علي غير الطريق، و علي خلاف رأينا . فقال له أبوعون : هو والله يا أميرالمؤمنين، علي الأمر الذي خرجنا عليه، و دعونا اليه ؛ فان كان قد بدا لكم، فمرونا، حتي نطيعكم .. راجع الامام الصادق و المذاهب الأربعة، المجلد الأول، جزء 2 ص 569، و قاموس الرجال ج 5 ص 373، و الطبري، و غير ذلك.